إدانة دولية لدعوة القذافي "للجهاد" ضد سويسرا وتشكيك بتأثيراتها
cnn
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- نددت الأمم المتحدة السبت بما جاء في خطاب الزعيم الليبي، معمر القذافي، حول سويسرا، ودعوته لـ"الجهاد" ضدها، فقال الأمين العام للمنظمة، بان كي مون، إنه يشعر "بالأسف" لتطور الأمور بهذا الشكل، في حين وصف سيرغي أوردزونكسي، رئيس مكتب المنظمة بجنيف الدعوة بأنها "غير مقبولة بالأعراف الدولية."
وفي وقت غابت فيه التصريحات الرسمية من الجانب السويسري، حذّر سياسيون من التبعات الدبلوماسية لدعوة رئيس دولة إلى شن حرب على دولة أخرى، بينما شككت مرجعيات إسلامية بصحة الدعوة باعتبار أنها صدرت عن شخصية سياسية، في حين وصف متخصص بالشؤون الإسلامية القذافي بـ"الطفل الشقي،" مقللاً من تأثير مواقفه على الشارع.
وتابع موقع الإذاعة السويسرية القضية عبر مناقشتها مع رينارد شولز، مدير الدراسات الإسلامية في جامعة "برن" الذي قال إن العالم الإسلامي "معتاد على خطابات القذافي ولن ينخرط في دعوته للجهاد."
ووصف شولز القذافي بـ"الطفل الشقي،" مضيفاً أنه لا يمتلك الصلاحية الدينية للدعوة للجهاد، باعتبار أن ذلك يصدر عن مرجعيات دينية وليس سياسية، ورأى أن تصريحاته موجهة إلى الشارع الإسلامي وليس إلى الغرب، بهدف جعل الزعيم الليبي "قائداً شعبياً."
ودعا شولز الحكومة الليبي إلى اعتبار مواقف القذافي جزءاً من القضايا الداخلية التي لا تعنيها في العالم الإسلامي، وعدم القلق حيال احتمال تعرض البلاد للهجوم، مضيفاً أن تهديد القذافي سيضره شخصياً لأنه سيؤثر على رغبة دول العالم في بناء علاقات تجارية واقتصادية معه.
وأضاف المتخصص السويسري: "القضية هي قضية مبدأ وشرف عائلي، وليست قضية نزاع.. سويسرا حتى الساعة تتصرف وفق القواعد الدبلوماسية، ولكن عليها أخذ مسألة الشرف هذه بعين الاعتبار لأنها مهمة بالنسبة لليبيا،" مشيراً بذلك إلى خلفية النزاع بين الجانبين، والمتعلقة بتوقيف نجل القذافي بسويسرا.
من جهته، قال النائب السويسري أوسكر فرايسنغر، إنه يتصور بأن بلاده لن تأخذ الأمر على محمل الجد، ولكن القضية ليست سهلة باعتبار أن هناك "رئيس دولة يعلن الحرب.
أما عمر الصانع، مدير مسجد جنيف، فسخر من تصريحات الزعيم الليبي قائلاً: "هذه قضية سياسية بين القذافي وسويسرا، وليس للإسلام أو المسلمين صلة بها.. الجهاد يعني التضحية بالنسبة في سبيل ما تريد القيام به، والله وحده هو الذي يعلم لماذا أدلى القذافي بهذه التصريحات."
وكان القذافي قد دعا الخميس، إلى "الجهاد" ضد سويسرا قائلا إنها دولة كافرة "تدمر بيوت الله،" في مزيد من التصعيد للتوتر الذي يلف العلاقات بين الدولتين.
وقال القذافي في كلمة خلال احتفال بمدينة بنغازي لمناسبة المولد النبوي "أي مسلم يشتري بضائع سويسرا، هذا كافر.. بلغوا المسلمين في كل مكان من العالم الإسلامي.. أي مسلم في أي مكان من العالم يتعامل مع سويسرا كافر ضد الإسلام .. ضد محمد .. ضد الله .. ضد القرآن."
وأضاف الزعيم الليبي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الليبية الرسمية "سويسرا الكافرة الفاجرة التي تدمر بيوت الله، هذه التي يجب أن يُعلن عليها الجهاد بكل الوسائل.. قاطعوا سويسرا، قاطعوا بضائعها، قاطعوا طائراتها، قاطعوا سفنها، قاطعوا سفاراتها."
ومضى القذافي يقول "أي مسلم يجب أن يقاطع هؤلاء، يجب أن تتحرك جموع المسلمين إلى كل مطار في العالم الإسلامي وتمنع هبوط أي طائرة سويسرية، وتتحرك إلى الموانئ وتمنع أي سفينة سويسرية، وتفتش على المتاجر والأسواق وتمنع أي بضاعة سويسرية."
وتوترت العلاقة بين الدولتين بعد اعتقال أحد أبناء القذافي في جنيف لفترة قصيرة في عام 2008، ثم الإفراج عنه وإسقاط الاتهامات الموجهة له، لكن ليبيا قطعت إمدادات النفط لسويسرا وسحبت مليارات الدولارات من حسابات في أحد البنوك السويسرية واعتقلت اثنين من رجال الأعمال السويسريين العاملين في ليبيا.
وأفرج عن احدهما لكن الآخر أجبر هذا الأسبوع على مغادرة السفارة السويسرية في طرابلس حيث كان يحتمي ونقل إلى السجن لقضاء عقوبة بالسجن لمدة أربعة أشهر، إلى جانب ذلك، ساءت العلاقات على خلفية قرار سويسرا الأسبوع الماضي عدم منح تأشيرات دخول لقائمة ضمت 188 ليبيا، بينهم الرئيس الليبي وأفراد عائلته ومسؤولين كبار.