"الطائفية سببها عدم الفصل بين الدين والدولة"
مبادرة من داعية في نيويورك لانشاء "إسلام أمريكي"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فيصل عبدالرؤوف
فيصل عبدالرؤوف
العربية.نت
أكد فيصل عبدالرؤوف، رئيس مبادرة قرطبة التي تعتبر مشروعاً مستقلاً متعدد القوميات، وإمام مسجد "الفرح" في نيويورك، أحد أكبر مساجد الولايات المتحدة الأمريكية، أن الهدف من المبادرة هو المساعدة في إصلاح ما فسد في العلاقات الإسلامية- الأمريكية على مدى ٥٠ عاما، والسعي إلى عقد محادثات جادة لحوار الأديان لتحقيق التفاهم والسلام، مؤكداً أنه يدعو إلى تأسيس "إسلام أمريكي" بحسب تقرير لصحيفة "المصري اليوم" الأحد 7-2-2010.
وأضاف عبدالرؤوف، الذي يُعد أحد أهم الشخصيات المصرية الإسلامية في أمريكا التي تؤثر في وضع السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي، أن الولايات المتحدة عليها السعي لكسب العرب بمناقشة قضايا الدين والسلطة وتوزيع الأصول، داعياً إلى تأسيس ما سماه "إسلام أمريكي" أو "عالمي"، معتبراً أن عدم الفصل بين الدين والدولة هو سبب المشاكل الطائفية، ومؤكداً أن ما يحدث للأقليات في مصر يحدث للمسلمين في الخارج، خاصة في أوروبا التي تخشى من اعتناق أغلب مواطنيها الإسلام خلال السنوات المقبلة. ولفت إلى أن السياسة الخارجية سبب الفجوة بين واشنطن والدول العربية والإسلامية، وهذا نص الحوار الذي أجري معه أثناء زيارته مصر أخيراً: |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * ما الأهداف التي تسعى "مبادرة قرطبة" إلى تحقيقها؟ - المبادرة تسعى بمشاركة المنظمات الإسلامية والمسيحية واليهودية والمؤسسات المدنية إلى بناء تحالف واسع متعدد الديانات من أجل المساعدة في إصلاح ما فسد في العلاقات الإسلامية - الأمريكية على مدى ٥٠ عاماً، كما نسعى إلى عقد محادثات جادة لحوار الأديان لتحقيق التفاهم والسلام، وهي مؤسسة غير هادفة للربح. * كيف يمكن للإسلام أن يأخذ وضعه الصحيح في الولايات المتحدة الأمريكية؟ - الإسلام كدين له وضعيته الصحيحة، المسألة هنا هي صورة المسلمين وليس الإسلام، في أمريكا يمارس المسلمون حرية عقيدتهم، وتشملهم الحرية التي يكفلها لهم القانون مثل باقي الديانات، وطالما لا يهددون الأمن القومي لأمريكا فسوف يشعرون بكل خير، وأنا أدعو لتأسيس الإسلام الأمريكي، فإذا نظرنا كيف انتقل الإسلام من الحجاز إلى المغرب ثم تركيا، نلاحظ أن الإسلام يتشكل حسب الثقافة الموجودة في المجتمع، ومن هنا تظهر نسخة إسلامية من العمارة والثقافة والفنون، لكن مع الحفاظ على إطار العقيدة والعبادات، وعلينا أن نعطي للعالم الإسلام العالمي، حسب طبيعة كل مجتمع. * ما سبب عدم ثقة بعض الدول العربية والإسلامية في الإدارة الأمريكية؟ - هناك بعض الفجوات بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة ناتجة عن السياسة الخارجية، ونستطيع أن نقول إن هناك أسباباً سياسية مثل استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وغزو أمريكا للعراق، والتوتر بين أمريكا وإيران. * هل أزال خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وجهه للعالم الإسلامي بعض الفجوات بين بلاده والعالم الإسلامي؟ - بالتأكيد، فالخطاب كان رائعاً وحكيماً في اختيار كلماته، وقال لي رئيس وزراء ماليزيا عقب الخطاب إنه أصبح من السهل الآن على أي رئيس دولة إسلامية إقامة علاقات جيدة مع أمريكا، ولا أخفي عليك أن أحد الذين شاركوا في كتابة الخطاب، نقل أجزاء من كتابي "رؤية إسلامية جديدة للغرب والمسلمين" التي أشار فيها إلى أن المصالح الأمريكية تتلاقى مع أهم مصالح العالم الإسلامي. * إذن ما الذى يجب على أمريكا أن تفعله الآن لكسب ثقة العالمين العربي والإسلامي؟ - عليها أن تبذل كل ما في وسعها للمساعدة في قيام عالم إسلامي واثق بذاته ويفي بمبادئ المجتمع الإسلامي، وأن تساعده بتطوير الرأسمالية الديمقراطية الإسلامية، وأن تتناول أعمق ٣ قضايا للصراع في العالم الإسلامي، وهي الدين، والسيطرة على السلطة، وتوزيع الأصول الاقتصادية. * أشرت في كتابك "رؤية إسلامية جديدة للغرب والمسلمين" إلى أن وجود سلام بين فلسطين وإسرائيل يساعد على إقامة سلام بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية؟ - قبل أن أجيب عن السؤال، أحب أن أوضح أنني أقول منذ حرب يونيو ٦٧ إنه إذا حدث سلام بين فلسطين وإسرائيل، مع الوقت ستكون الغلبة للفلسطينيين، وأعتقد أن هذا ما يريده الفلسطينيون الآن، وبالفعل فإن تحقيق ذلك سيساعد على إزالة الكراهية بين المسلمين واليهود، ولو كانت أمريكا أصرت على دعم عملية السلام حتى بوضع قوات لها بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان ذلك سيؤكد رغبتها الحقيقية في إقامة علاقات أفضل مع العالم الإسلامي. * ما تفسيرك للأحداث الكثيرة التي وقعت في أوروبا في السنوات الأخيرة وتستهدف المسلمين مثل الرسومات المسيئة للرسول ومقتل مروة الشربيني على يد متطرف ألماني؟ - من السهل أن يقتنع الغرب بأهمية الإسلام، والكثير من الأوروبيين يعتنقون الإسلام، وهذا ما يؤدي إلى وجود مخاوف من زيادة قوة المسلمين في أوروبا، خاصة في ظل توقعات بأن تصبح أغلبية سكان أوروبا مسلمين عام ٢٠٥٠، وهذا ما يشير إلى فرض حكم إسلامي على الأوروبيين، وهو ما يقلق البعض منهم خوفاً من أن يتحول إلى حكم إسلامي متشدد. * ما رأيك في الأحداث التي وقعت أخيراً في نجع حمادي؟ - بالتأكيد وضع محزن، ويقلق المسيحيين في أمريكا والغرب، ويجب على الدولة أن تراعي حقوق الأقليات، وأن يتم تفعيل الحوار بين الأديان في مصر بشكل جيد، والمشكلة في أساسها ترجع إلى عدم الفصل بين الدين والدولة، و٩٠% من المصريين صعب أن يفصلوا ذلك عن حياتهم، عكس ما يحدث في أمريكا مثلاً، فهناك فصل بين الكنيسة والدولة. * البعض يرى أن زيارة لجنة الحريات الدينية في الكونغرس الأمريكي إلى مصر، بالتزامن مع حادث نجع حمادي، تدخل في الشؤون الداخلية.. ما رأيك؟ - ما يحدث في مصر للأقليات يحدث في الخارج للمسلمين، فعندما قتلت مروة الشربيني أدان العالم الإسلامي هذا الحادث، وطالب الحكومة الألمانية بالتدخل، وحدث نفس الأمر عندما طالب الحكومة الدنماركية بمعاقبة صاحب الرسومات المسيئة للرسول، وهذا ما يحدث من المسيحيين عندما يشعرون بأنهم مضطهدون والدولة لا تتدخل فيستنجدون بإخوانهم في الخارج، الذين يسارعون بدورهم إلى مطالبة الكونغرس بالتدخل لإنقاذ ذويهم. * قلت إننا في مصر نحتاج إلى حوار بين الأديان، ما الذي يمكن أن يحققه هذا الحوار؟ - أولاً يجب أن نعلم أن الدين ليس المقصود منه إثارة العنف والعداوة بين الديانات المختلفة، وفي مصر يجب تطوير التحالفات بين الديانات من أجل العمل سوياً نحو إصلاح المجتمع، ثانياً يتحتم على مصر أن ترى نفسها في علاقات مع الآخرين سواء كانت دينية أو دنيوية، ولاشك أن وجود حوار بين الأديان سيكون له أثر قوي في كشف الحقيقة الأساسية، وهي أن الجميع يشترك في أشياء كثيرة على المستوى الروحاني العميق. |
وأضاف عبدالرؤوف، الذي يُعد أحد أهم الشخصيات المصرية الإسلامية في أمريكا التي تؤثر في وضع السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي، أن الولايات المتحدة عليها السعي لكسب العرب بمناقشة قضايا الدين والسلطة وتوزيع الأصول، داعياً إلى تأسيس ما سماه "إسلام أمريكي" أو "عالمي"، معتبراً أن عدم الفصل بين الدين والدولة هو سبب المشاكل الطائفية، ومؤكداً أن ما يحدث للأقليات في مصر يحدث للمسلمين في الخارج، خاصة في أوروبا التي تخشى من اعتناق أغلب مواطنيها الإسلام خلال السنوات المقبلة.
ولفت إلى أن السياسة الخارجية سبب الفجوة بين واشنطن والدول العربية والإسلامية، وهذا نص الحوار الذي أجري معه أثناء زيارته مصر أخيراً:
ولفت إلى أن السياسة الخارجية سبب الفجوة بين واشنطن والدول العربية والإسلامية، وهذا نص الحوار الذي أجري معه أثناء زيارته مصر أخيراً:
ما الأهداف التي تسعى "مبادرة قرطبة" إلى تحقيقها؟
- المبادرة تسعى بمشاركة المنظمات الإسلامية والمسيحية واليهودية والمؤسسات المدنية إلى بناء تحالف واسع متعدد الديانات من أجل المساعدة في إصلاح ما فسد في العلاقات الإسلامية - الأمريكية على مدى ٥٠ عاماً، كما نسعى إلى عقد محادثات جادة لحوار الأديان لتحقيق التفاهم والسلام، وهي مؤسسة غير هادفة للربح.
* كيف يمكن للإسلام أن يأخذ وضعه الصحيح في الولايات المتحدة الأمريكية؟
- الإسلام كدين له وضعيته الصحيحة، المسألة هنا هي صورة المسلمين وليس الإسلام، في أمريكا يمارس المسلمون حرية عقيدتهم، وتشملهم الحرية التي يكفلها لهم القانون مثل باقي الديانات، وطالما لا يهددون الأمن القومي لأمريكا فسوف يشعرون بكل خير، وأنا أدعو لتأسيس الإسلام الأمريكي، فإذا نظرنا كيف انتقل الإسلام من الحجاز إلى المغرب ثم تركيا، نلاحظ أن الإسلام يتشكل حسب الثقافة الموجودة في المجتمع، ومن هنا تظهر نسخة إسلامية من العمارة والثقافة والفنون، لكن مع الحفاظ على إطار العقيدة والعبادات، وعلينا أن نعطي للعالم الإسلام العالمي، حسب طبيعة كل مجتمع.
* ما سبب عدم ثقة بعض الدول العربية والإسلامية في الإدارة الأمريكية؟
- هناك بعض الفجوات بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة ناتجة عن السياسة الخارجية، ونستطيع أن نقول إن هناك أسباباً سياسية مثل استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وغزو أمريكا للعراق، والتوتر بين أمريكا وإيران.
* هل أزال خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وجهه للعالم الإسلامي بعض الفجوات بين بلاده والعالم الإسلامي؟
- بالتأكيد، فالخطاب كان رائعاً وحكيماً في اختيار كلماته، وقال لي رئيس وزراء ماليزيا عقب الخطاب إنه أصبح من السهل الآن على أي رئيس دولة إسلامية إقامة علاقات جيدة مع أمريكا، ولا أخفي عليك أن أحد الذين شاركوا في كتابة الخطاب، نقل أجزاء من كتابي "رؤية إسلامية جديدة للغرب والمسلمين" التي أشار فيها إلى أن المصالح الأمريكية تتلاقى مع أهم مصالح العالم الإسلامي.
* إذن ما الذى يجب على أمريكا أن تفعله الآن لكسب ثقة العالمين العربي والإسلامي؟
- عليها أن تبذل كل ما في وسعها للمساعدة في قيام عالم إسلامي واثق بذاته ويفي بمبادئ المجتمع الإسلامي، وأن تساعده بتطوير الرأسمالية الديمقراطية الإسلامية، وأن تتناول أعمق ٣ قضايا للصراع في العالم الإسلامي، وهي الدين، والسيطرة على السلطة، وتوزيع الأصول الاقتصادية.
* أشرت في كتابك "رؤية إسلامية جديدة للغرب والمسلمين" إلى أن وجود سلام بين فلسطين وإسرائيل يساعد على إقامة سلام بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية؟
- قبل أن أجيب عن السؤال، أحب أن أوضح أنني أقول منذ حرب يونيو ٦٧ إنه إذا حدث سلام بين فلسطين وإسرائيل، مع الوقت ستكون الغلبة للفلسطينيين، وأعتقد أن هذا ما يريده الفلسطينيون الآن، وبالفعل فإن تحقيق ذلك سيساعد على إزالة الكراهية بين المسلمين واليهود، ولو كانت أمريكا أصرت على دعم عملية السلام حتى بوضع قوات لها بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان ذلك سيؤكد رغبتها الحقيقية في إقامة علاقات أفضل مع العالم الإسلامي.
* ما تفسيرك للأحداث الكثيرة التي وقعت في أوروبا في السنوات الأخيرة وتستهدف المسلمين مثل الرسومات المسيئة للرسول ومقتل مروة الشربيني على يد متطرف ألماني؟
- من السهل أن يقتنع الغرب بأهمية الإسلام، والكثير من الأوروبيين يعتنقون الإسلام، وهذا ما يؤدي إلى وجود مخاوف من زيادة قوة المسلمين في أوروبا، خاصة في ظل توقعات بأن تصبح أغلبية سكان أوروبا مسلمين عام ٢٠٥٠، وهذا ما يشير إلى فرض حكم إسلامي على الأوروبيين، وهو ما يقلق البعض منهم خوفاً من أن يتحول إلى حكم إسلامي متشدد.
* ما رأيك في الأحداث التي وقعت أخيراً في نجع حمادي؟
- بالتأكيد وضع محزن، ويقلق المسيحيين في أمريكا والغرب، ويجب على الدولة أن تراعي حقوق الأقليات، وأن يتم تفعيل الحوار بين الأديان في مصر بشكل جيد، والمشكلة في أساسها ترجع إلى عدم الفصل بين الدين والدولة، و٩٠% من المصريين صعب أن يفصلوا ذلك عن حياتهم، عكس ما يحدث في أمريكا مثلاً، فهناك فصل بين الكنيسة والدولة.
* البعض يرى أن زيارة لجنة الحريات الدينية في الكونغرس الأمريكي إلى مصر، بالتزامن مع حادث نجع حمادي، تدخل في الشؤون الداخلية.. ما رأيك؟
- ما يحدث في مصر للأقليات يحدث في الخارج للمسلمين، فعندما قتلت مروة الشربيني أدان العالم الإسلامي هذا الحادث، وطالب الحكومة الألمانية بالتدخل، وحدث نفس الأمر عندما طالب الحكومة الدنماركية بمعاقبة صاحب الرسومات المسيئة للرسول، وهذا ما يحدث من المسيحيين عندما يشعرون بأنهم مضطهدون والدولة لا تتدخل فيستنجدون بإخوانهم في الخارج، الذين يسارعون بدورهم إلى مطالبة الكونغرس بالتدخل لإنقاذ ذويهم.
* قلت إننا في مصر نحتاج إلى حوار بين الأديان، ما الذي يمكن أن يحققه هذا الحوار؟
- أولاً يجب أن نعلم أن الدين ليس المقصود منه إثارة العنف والعداوة بين الديانات المختلفة، وفي مصر يجب تطوير التحالفات بين الديانات من أجل العمل سوياً نحو إصلاح المجتمع، ثانياً يتحتم على مصر أن ترى نفسها في علاقات مع الآخرين سواء كانت دينية أو دنيوية، ولاشك أن وجود حوار بين الأديان سيكون له أثر قوي في كشف الحقيقة الأساسية، وهي أن الجميع يشترك في أشياء كثيرة على المستوى الروحاني العميق
- المبادرة تسعى بمشاركة المنظمات الإسلامية والمسيحية واليهودية والمؤسسات المدنية إلى بناء تحالف واسع متعدد الديانات من أجل المساعدة في إصلاح ما فسد في العلاقات الإسلامية - الأمريكية على مدى ٥٠ عاماً، كما نسعى إلى عقد محادثات جادة لحوار الأديان لتحقيق التفاهم والسلام، وهي مؤسسة غير هادفة للربح.
* كيف يمكن للإسلام أن يأخذ وضعه الصحيح في الولايات المتحدة الأمريكية؟
- الإسلام كدين له وضعيته الصحيحة، المسألة هنا هي صورة المسلمين وليس الإسلام، في أمريكا يمارس المسلمون حرية عقيدتهم، وتشملهم الحرية التي يكفلها لهم القانون مثل باقي الديانات، وطالما لا يهددون الأمن القومي لأمريكا فسوف يشعرون بكل خير، وأنا أدعو لتأسيس الإسلام الأمريكي، فإذا نظرنا كيف انتقل الإسلام من الحجاز إلى المغرب ثم تركيا، نلاحظ أن الإسلام يتشكل حسب الثقافة الموجودة في المجتمع، ومن هنا تظهر نسخة إسلامية من العمارة والثقافة والفنون، لكن مع الحفاظ على إطار العقيدة والعبادات، وعلينا أن نعطي للعالم الإسلام العالمي، حسب طبيعة كل مجتمع.
* ما سبب عدم ثقة بعض الدول العربية والإسلامية في الإدارة الأمريكية؟
- هناك بعض الفجوات بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة ناتجة عن السياسة الخارجية، ونستطيع أن نقول إن هناك أسباباً سياسية مثل استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وغزو أمريكا للعراق، والتوتر بين أمريكا وإيران.
* هل أزال خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وجهه للعالم الإسلامي بعض الفجوات بين بلاده والعالم الإسلامي؟
- بالتأكيد، فالخطاب كان رائعاً وحكيماً في اختيار كلماته، وقال لي رئيس وزراء ماليزيا عقب الخطاب إنه أصبح من السهل الآن على أي رئيس دولة إسلامية إقامة علاقات جيدة مع أمريكا، ولا أخفي عليك أن أحد الذين شاركوا في كتابة الخطاب، نقل أجزاء من كتابي "رؤية إسلامية جديدة للغرب والمسلمين" التي أشار فيها إلى أن المصالح الأمريكية تتلاقى مع أهم مصالح العالم الإسلامي.
* إذن ما الذى يجب على أمريكا أن تفعله الآن لكسب ثقة العالمين العربي والإسلامي؟
- عليها أن تبذل كل ما في وسعها للمساعدة في قيام عالم إسلامي واثق بذاته ويفي بمبادئ المجتمع الإسلامي، وأن تساعده بتطوير الرأسمالية الديمقراطية الإسلامية، وأن تتناول أعمق ٣ قضايا للصراع في العالم الإسلامي، وهي الدين، والسيطرة على السلطة، وتوزيع الأصول الاقتصادية.
* أشرت في كتابك "رؤية إسلامية جديدة للغرب والمسلمين" إلى أن وجود سلام بين فلسطين وإسرائيل يساعد على إقامة سلام بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية؟
- قبل أن أجيب عن السؤال، أحب أن أوضح أنني أقول منذ حرب يونيو ٦٧ إنه إذا حدث سلام بين فلسطين وإسرائيل، مع الوقت ستكون الغلبة للفلسطينيين، وأعتقد أن هذا ما يريده الفلسطينيون الآن، وبالفعل فإن تحقيق ذلك سيساعد على إزالة الكراهية بين المسلمين واليهود، ولو كانت أمريكا أصرت على دعم عملية السلام حتى بوضع قوات لها بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان ذلك سيؤكد رغبتها الحقيقية في إقامة علاقات أفضل مع العالم الإسلامي.
* ما تفسيرك للأحداث الكثيرة التي وقعت في أوروبا في السنوات الأخيرة وتستهدف المسلمين مثل الرسومات المسيئة للرسول ومقتل مروة الشربيني على يد متطرف ألماني؟
- من السهل أن يقتنع الغرب بأهمية الإسلام، والكثير من الأوروبيين يعتنقون الإسلام، وهذا ما يؤدي إلى وجود مخاوف من زيادة قوة المسلمين في أوروبا، خاصة في ظل توقعات بأن تصبح أغلبية سكان أوروبا مسلمين عام ٢٠٥٠، وهذا ما يشير إلى فرض حكم إسلامي على الأوروبيين، وهو ما يقلق البعض منهم خوفاً من أن يتحول إلى حكم إسلامي متشدد.
* ما رأيك في الأحداث التي وقعت أخيراً في نجع حمادي؟
- بالتأكيد وضع محزن، ويقلق المسيحيين في أمريكا والغرب، ويجب على الدولة أن تراعي حقوق الأقليات، وأن يتم تفعيل الحوار بين الأديان في مصر بشكل جيد، والمشكلة في أساسها ترجع إلى عدم الفصل بين الدين والدولة، و٩٠% من المصريين صعب أن يفصلوا ذلك عن حياتهم، عكس ما يحدث في أمريكا مثلاً، فهناك فصل بين الكنيسة والدولة.
* البعض يرى أن زيارة لجنة الحريات الدينية في الكونغرس الأمريكي إلى مصر، بالتزامن مع حادث نجع حمادي، تدخل في الشؤون الداخلية.. ما رأيك؟
- ما يحدث في مصر للأقليات يحدث في الخارج للمسلمين، فعندما قتلت مروة الشربيني أدان العالم الإسلامي هذا الحادث، وطالب الحكومة الألمانية بالتدخل، وحدث نفس الأمر عندما طالب الحكومة الدنماركية بمعاقبة صاحب الرسومات المسيئة للرسول، وهذا ما يحدث من المسيحيين عندما يشعرون بأنهم مضطهدون والدولة لا تتدخل فيستنجدون بإخوانهم في الخارج، الذين يسارعون بدورهم إلى مطالبة الكونغرس بالتدخل لإنقاذ ذويهم.
* قلت إننا في مصر نحتاج إلى حوار بين الأديان، ما الذي يمكن أن يحققه هذا الحوار؟
- أولاً يجب أن نعلم أن الدين ليس المقصود منه إثارة العنف والعداوة بين الديانات المختلفة، وفي مصر يجب تطوير التحالفات بين الديانات من أجل العمل سوياً نحو إصلاح المجتمع، ثانياً يتحتم على مصر أن ترى نفسها في علاقات مع الآخرين سواء كانت دينية أو دنيوية، ولاشك أن وجود حوار بين الأديان سيكون له أثر قوي في كشف الحقيقة الأساسية، وهي أن الجميع يشترك في أشياء كثيرة على المستوى الروحاني العميق