(تقرير: خالد المهير - ليبيا - الجزيرة نت - 04/02/2010)
يعاني سجناء سياسيون ليبيون أطلق سراحهم مؤخرا من أمراض مستعصية وإعاقات نتيجة التعذيب الذي تعرضوا له داخل السجون السياسية في طرابلس التي تتبع جهاز الأمن الداخلي ولا تخضع لوزارة العدل. المعتقل السياسي السابق سمير الكاديكي دخل سجن "عين زارة" في أغسطس/ آب 2007 بكامل صحته النفسية والبدنية على ذمة قضية أمن دولة، لكنه خرج في ديسمبر/كانون الأول الماضي على كرسي متحرك. يقضي حاجته عبر أنبوب مزروع في بطنه، ويعاني بكتيريا "خطيرة" في المثانة قد تؤدي إلى الفشل الكلوي جراء التنكيل والتعذيب الذي تعرض له. وقال سمير إنه أصيب بالشلل في السجن وإن الأطباء قالوا إنه لو سارعت إدارة السجن إلى علاجه لكان وضعه الصحي أفضل، وأضاف أنه طرق أبواب المسؤولين لعلاجه لكنه لم يجد آذانا صاغية.
التعذيب بالإهمال
أما السجين السابق خليفة الشبلي فيقول إنه يحمل فيروس الإيدز حتى قبل اعتقاله عام 2007، وإن مرضه تحول إلى وسيلة تعذيب من خلال رفض علاجه ومتابعة حالته. ويذكر الشبلي -الذي أفرج عنه إثر تدخل منظمة العفو الدولية– أنه كان يقبع في زنزانة انفرادية وأنه تعرض للتعذيب والضرب والشتم حين كان يتحدث معهم عن ضرورة علاجه. وكشف أنه لم يذهب إلى محاكمة عادلة ولم يستمع إلى مرافعات داخل المحكمة، وحصل رغم هذا على حكم براءة واصفا لحظة النطق بالحكم بالمسرحية. وسلم الجزيرة نت كشفا بمعتقلين حتى الآن يعانون فقدان العقل والسل الرئوي والشلل الكامل وسرطان القولون في مراحل متقدمة والارتخاء في الأعصاب والسكر والضغط والكبد الوبائي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عبدالسلام المسمارى
متهم بالتدين
ويقول المعتقل السابق محمد عقيلة الورفلي إن كل تهمته أنه ملتزم دينيا. ويصف مستندات الدولة بأنها "حبر على ورق"، ويقول إن القيادات الشعبية خاطبت أمانة الصحة والضمان الاجتماعي لعلاجه دون جدوى. وحصلت الجزيرة نت على تقرير يؤكد إصابة أحمد منصور -الذي اعتقل في الفترة من 2008 إلى 2009 - في الحبل الشوكي وكسر في الفقرة 12 والفقرة القطنية رقم 1 مع إصابة بجرح ناري وشلل بالطرف السفلي الأيسر وخذل بالطرف السفلي الأيمن، وسلس البول وتقرح سريري.
جريمة رسمية
وفي تعليقه على هذه الانتهاكات قال الناشط الحقوقي عبد السلام المسماري إن حرمان أي سجين من حق العلاج أو ابتزازه مقابل دوائه جريمة بشعة. ويضيف أنه رغم أن القانون الليبي يلزم إدارات السجون بضمان الرعاية الصحية للسجناء وبتوفير الأطقم الطبية وأي دواء يحتاجونه فإن هذا الأمر غير متاح في الواقع. وقال المسماري للجزيرة نت إن أحد مشرفي السجن اعتاد ترديد عبارة "لا تحلموا بالخروج من هنا، ومن يخرج منكم سيكون بمثابة كشكول أمراض". ودعا إدارات السجون للالتزام بالمعايير الدولية المعترف بها، وتفعيل آليات الإشراف القضائي عليها لأن الجهة القضائية المخولة بذلك لا تمارس هذه الصلاحية كما يجب. أما المدير التنفيذي لجمعية حقوق الإنسان محمد طرنيش فقال إن هناك مكتبا خاصا بمتابعة هذه الفئة، وعزا ذلك إلى الروتين الإداري المعقد. وتوقع ازدياد مشاكل السجناء الصحية في ظل غياب مكتب في وزارة الصحة يتولى الكشف عن الحالات وإصدار القرارات الفورية لعلاجها، داعياً إلى إيجاد هذا المكتب في أسرع وقت، وأبدى أسفه لوجود قيود أمنية على عدد من المفرج عنهم تعرقل سفرهم للعلاج في الخارج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سمير بلقاسم الكاديكى
سمير بلقاسم الكاديكى
يعاني سجناء سياسيون ليبيون أطلق سراحهم مؤخرا من أمراض مستعصية وإعاقات نتيجة التعذيب الذي تعرضوا له داخل السجون السياسية في طرابلس التي تتبع جهاز الأمن الداخلي ولا تخضع لوزارة العدل. المعتقل السياسي السابق سمير الكاديكي دخل سجن "عين زارة" في أغسطس/ آب 2007 بكامل صحته النفسية والبدنية على ذمة قضية أمن دولة، لكنه خرج في ديسمبر/كانون الأول الماضي على كرسي متحرك. يقضي حاجته عبر أنبوب مزروع في بطنه، ويعاني بكتيريا "خطيرة" في المثانة قد تؤدي إلى الفشل الكلوي جراء التنكيل والتعذيب الذي تعرض له. وقال سمير إنه أصيب بالشلل في السجن وإن الأطباء قالوا إنه لو سارعت إدارة السجن إلى علاجه لكان وضعه الصحي أفضل، وأضاف أنه طرق أبواب المسؤولين لعلاجه لكنه لم يجد آذانا صاغية.
التعذيب بالإهمال
أما السجين السابق خليفة الشبلي فيقول إنه يحمل فيروس الإيدز حتى قبل اعتقاله عام 2007، وإن مرضه تحول إلى وسيلة تعذيب من خلال رفض علاجه ومتابعة حالته. ويذكر الشبلي -الذي أفرج عنه إثر تدخل منظمة العفو الدولية– أنه كان يقبع في زنزانة انفرادية وأنه تعرض للتعذيب والضرب والشتم حين كان يتحدث معهم عن ضرورة علاجه. وكشف أنه لم يذهب إلى محاكمة عادلة ولم يستمع إلى مرافعات داخل المحكمة، وحصل رغم هذا على حكم براءة واصفا لحظة النطق بالحكم بالمسرحية. وسلم الجزيرة نت كشفا بمعتقلين حتى الآن يعانون فقدان العقل والسل الرئوي والشلل الكامل وسرطان القولون في مراحل متقدمة والارتخاء في الأعصاب والسكر والضغط والكبد الوبائي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عبدالسلام المسمارى
متهم بالتدين
ويقول المعتقل السابق محمد عقيلة الورفلي إن كل تهمته أنه ملتزم دينيا. ويصف مستندات الدولة بأنها "حبر على ورق"، ويقول إن القيادات الشعبية خاطبت أمانة الصحة والضمان الاجتماعي لعلاجه دون جدوى. وحصلت الجزيرة نت على تقرير يؤكد إصابة أحمد منصور -الذي اعتقل في الفترة من 2008 إلى 2009 - في الحبل الشوكي وكسر في الفقرة 12 والفقرة القطنية رقم 1 مع إصابة بجرح ناري وشلل بالطرف السفلي الأيسر وخذل بالطرف السفلي الأيمن، وسلس البول وتقرح سريري.
جريمة رسمية
وفي تعليقه على هذه الانتهاكات قال الناشط الحقوقي عبد السلام المسماري إن حرمان أي سجين من حق العلاج أو ابتزازه مقابل دوائه جريمة بشعة. ويضيف أنه رغم أن القانون الليبي يلزم إدارات السجون بضمان الرعاية الصحية للسجناء وبتوفير الأطقم الطبية وأي دواء يحتاجونه فإن هذا الأمر غير متاح في الواقع. وقال المسماري للجزيرة نت إن أحد مشرفي السجن اعتاد ترديد عبارة "لا تحلموا بالخروج من هنا، ومن يخرج منكم سيكون بمثابة كشكول أمراض". ودعا إدارات السجون للالتزام بالمعايير الدولية المعترف بها، وتفعيل آليات الإشراف القضائي عليها لأن الجهة القضائية المخولة بذلك لا تمارس هذه الصلاحية كما يجب. أما المدير التنفيذي لجمعية حقوق الإنسان محمد طرنيش فقال إن هناك مكتبا خاصا بمتابعة هذه الفئة، وعزا ذلك إلى الروتين الإداري المعقد. وتوقع ازدياد مشاكل السجناء الصحية في ظل غياب مكتب في وزارة الصحة يتولى الكشف عن الحالات وإصدار القرارات الفورية لعلاجها، داعياً إلى إيجاد هذا المكتب في أسرع وقت، وأبدى أسفه لوجود قيود أمنية على عدد من المفرج عنهم تعرقل سفرهم للعلاج في الخارج.
المصدر: الجزيرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]