المجتمع الليبي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المجتمع الليبي

منتدى اجتماعى ثقافي سياسي حر

مطلوب مشرف للمنتدى
Google

    ايام زمان

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 118
    تاريخ التسجيل : 08/12/2009

    ايام زمان Empty ايام زمان

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء ديسمبر 09, 2009 4:47 pm

    ايام زمان
    للدكتور محمد محمد المفتي
    يعود بناء قلعة طرابلس إلى العصر الروماني. وكان يطلق عليها أحيانا إسم لِحصار والآن تغلب تسميتها بالسراي .. وقديما كان يحيط بالقلعة خندق متصل بالبحر ، كما نستشف من تقرير لوفد فرسان القديس يوحنا يقول: ’’ طرابلس صافية الاديم و هواؤها صحي و هي غير معرضة للإمراض السارية و يبلغ محيط سورها 3728 خطوه ثلثاه يطل على البحر و الثلث الأخر يشرف على البحر , و يحيط بالقلعة خندق عرضه 44 خطوة و عمقه قصبتان ‘‘. وقد ردم الخندق في أوائل القرن 18.
    ومدينة طرابلس القديمة ، كانت مدينة مسوّرة ، ذات بوابات .. منها باب المنشية وباب الخندق وباب البحر وباب زناتة ، والباب الجديد الذي فتح سنة 1870 وكانت الأبواب تقفل بعد الغروب. وإضافة إلى ذلك كان للمدينة أبراج أو حصون، ذكر منها المؤرخون حصون الشعاب والحميدية والكرمة والدباغ وحصن دار البارود والتراب والهدار وحصن المندريك حيث موقع الفنار .
    يصف الرحالة الألماني رولفس طرابلس سنة 1869 فيقول: ’’ يحد البحر طرابلس من جهتي الشمال والشرق وهي على شكل مخمس تقريبا ويحيط بالجوانب الثلاثة الأخرى سهل من الرمال الأسوار منحدرة ومرتفعة منحدرة , ولو إنها الآن تكاد تكون متداعية. في الزاوية الشمالية الشرقية توجد القلعة... ورغم أن المدينة تبدو من بعيد وكأنها متماسكة وحصينة إلا إنها ليست قوية. والمرفأ الواقع في شرق المدينة محاط بالريف ويسير موازيا للشاطئ
    ايام زمان Get_img?NrArticle=13361&NrImage=2

    وفي خريف 1818 مر بطرابلس الرحالة الإنجليزي جون ليون ، في بداية رحلته إلى مرزق ، وفي مذكراته ترك لنا شذرات وصفية للحياة في مدينة طرابلس آنذاك: ’’وهناك منازل كثيرة لاستقبال التجار وتسمى فنادق. ولليهود حي خاص بهم .. وهم يحتكرون مختلف السلع ويغنمون من وراء ذلك الكثير .. ويلبسون عمائم زرقاء. وهناك عدد من المدارس .. لكن الإلمام بالقراءة والكتابة ليس أمرا ضروريا .. ويشغل المماليك المجلوبين من جورجيا وشركسايا ، أعلى المناصب. ووصل أحد المماليك ويدعى



    ايام زمان Get_img?NrArticle=13361&NrImage=3
    مراد ريس ، وهو من مواليد اسكتلنده إلى وظيفة قائد الأسطول‘‘. والصورة المرافقة لقرار بخط القبطان مراد إلى التاجر حسن الفقيه حسن ، وتحته مدونة يقول فيها حسن الفقيه : ’’ وقع احساب بيننا وبين محبنا القبطان مراد رايس وتخالصنا إحنا ويـّاه ، ولا بقيت بيننا وبينه لا دعوي ولا حجة ..‘‘ [ii].
    ويمضي ليون: ’’والحمامات العامة موجودة في طرابلس لكنها لا تتميز بالفخامة .. وأجر الحمام دون صابون يساوي ما قيمته خمسة بنسات وهو مبلغ كبير نسبيا. ويرتاد الرجال الحمامات في الصباح وتأتيه النسوة في المساء‘‘.
    ’’والعملة المستخدمة هذه الأيام تحتوي على 14% من وزنها فضة ، وقيمتها تنخفض يوما بعد آخر. ومن عادة القوم في مناسبات الموت عتق عبد أو إثنين. كما توزع الأطعمة على الفقراء .. وتتباهى كل أسرة بالإنفاق على روح فقيدها. وهناك نسوة يتكسبن من الندب والبكاء ودق الطبول على الفقيد ويطلقن الصرخات وتستمر الأحزان ثلاثة أيام‘‘[1].
    وفي عصر يوسف باشا القرمللي ، مرّ الرحالة الإنجليزي الشاب آلكسندر ليـنج بطرابلس ، في طريقه إلى تمبـكتو عاصمة الذهب الأسطورية في العصور الوسطي. ولقي ليـنج حتفه في طريق عودته وكان لوفاته المأساوية انعكاساتها على علاقة القنصل البريطاني مع يوسف باشا والتي أدت بدورها إلى تدهور العلاقات بين بريطانيا والباشا.
    يصف ليـنج طرابلس: ’’ .. تقع مدينة طرابلس , بما خلفها من نخيل باسق وأشجار تين ذات أوراق عريضة وأشجار التوت والزيتون المنتشرة إلى مسافات بعيدة , على رقعة من الأرض منبسطة قريبة من حافة الماء . والناظر إليها من البحر يشاهد منظرا رائعا , تبدو فيه جميلة قوية ومتينة التحصين , ويشاهد الأعلام القنصلية مرفرفة في الهواء والمآذن الطويلة لمختلف المساجد. ولكن هذه الصورة تتغير عندما يهبط المرء من السفينة إلى اليابسة , فالشوارع فيها ضيقة , و الجدران سيئة البناء يصيبها التصدع. أما قلعة الباشا , فهي بانفصالها الكلي عن بقية تحصينات المدينة مصممة كحصن دفاعي ضد الأعداء الأجانب والمحليين. غير أن العدو يمكنه بقليل من قطع المدفعية ومعدات المنجنيق أن يحدث فيها ثغرة. ويمكن الاستيلاء على طرابلس رغم مظهرها وما فيها من مدافع‘‘.
    ’’ يمتاز الريف المحيط بطرابلس بالمزروعات الممتدة إلى مسافات واسعة , وهومقسم إلى بساتين جميلة. والتربة شديدة الخصب والعطاء نظرا لطبيعة تكوينها من الطفل الممزوج بالرمل , وتنتج محاصيل القمح والشعير بالإضافة إلى كل نوع من أنواع الفواكه التي تجود بكميات وفيرة. وهنالك البلح والزيتون والتوت الذي يفيض بفاكهة كثيرة . وفي كل بستان بئر لري المزروعات , وتعتبر طريقة سحب الماء من البئر سهلة وفعالة بالعجل والبكرات‘‘.

    ايام زمان Get_img?NrArticle=13361&NrImage=4
    ’’وأكثر ما يلفت النظر فيها أخلاق سكانها وعاداتهم فهي تشبه عادات وأخلاق الأتراك في البلدان الأخرى. ولا يصعب على المرء في الشارع ملاحظة ما يتميز به الناس من هدوء وحسن سلوك وتصرف ونظام. وهم يعاملون الأجانب بأدب واحترام ولطف. وقد شهدت بنفسي مرحهم الصاخب خلال أعيادهم , ولكنهم لا يتسببون في ضرر لأحد. ولا بد من القول بأن النقيب لايون قد صوّر سلوكهم كما لو كان متعصبا ضد المسيحيين. ولكنهم أفضل الأتراك وأكثر منهم تسامحا. ومما يدعو للأسف أن معظم المسيحيين المقيمين في طرابلس هم من اللصوص والمجرمين الذين لو كانوا في بلد أوروبي لحلت بهم عقوبة الإعدام‘‘[iii] . ’’ أما تاريخ البلاط ومكائده في هذا البلد فيزخر بالقصص , وقد سمعت خلال إقامتي القصيرة تفصيلات لو قدمت لقصاص لحاك منها أروع الروايات‘‘.
    وفي ما بعد مر بطرابلس الرحالة رولفس إبان العهد العثماني الثاني، ووصف المدينة أو ما نسميه اليوم المدينة القديمة بتفصيل أكبر، فقدّر ’’..عدد السكان في طرابلس حوالي 18000 نسمة ويبلغ عدد النصارى بينهم 3000 وعدد اليهود 4000. وتنقسم المدينة إلى خمس حارات , اليهود في الحارة الشمالية الغربية , أما الحارة الواقعة على البحر يسكنها غالبا النصارى‘‘. كما يشير إلى أن السلطات كانت قد بدأت ’’ تبليط بعض الشوارع وتزويدها بالفوانيس. ومنذ القدم تمتعت طرابلس بهذا الصيت فقد وصف ليون الإفريقي بيوتها بأنها جميلة إذا ما قورنت مع بيوت تونس. وتتألف بيوت المسلمين في الغالب من طابق واحد مطلية باللون الأبيض , وجميعها ذات سطوح مستوية. وفي وسط كل بيت فناء كبير , ومدخله ممر متعرج به مصطبة حجرية حيث يستقبل رب البيت زيارات العمل. وتطل جميع الغرف على الفناء وهي دائما طويلة وضيقة. وفي كل بيت صهريج ( ماجل ) يجمع فيه من السطح ماء المطر العذب. أما ماء البئر فيستخدم في الغسيل وغالبا في الطبخ‘‘.

    ايام زمان Get_img?NrArticle=13361&NrImage=5
    ومن الأبنية العامة في طرابلس قصر الباشا . وهو مبنى غير منتظم , خالي من أي فن معماري وهو ثكنة وسكن للحريم , ويضم العديد من منازل الموظفين‘‘.
    ’’ هناك خمس جوامع بالمدينة، وكنيستان إحداهما كاثوليكية والثانية أرثوذكسية. ولدى الرهبان مدرسة لأطفال الأهالي المسيحيين. ويضم الدير مستشفى. وليس للعثمانيين سوى مستشفى عسكري واحد يقع خارج المدينة‘‘.

    ايام زمان Get_img?NrArticle=13361&NrImage=6
    وتوجد دكاكين أوربية كبيرة حيث يمكن شراء كل شئ. وهناك شوارع للنجارين والصاغة والسراجين والحدادين .. الخ. كما توجد ثلاث صيدليات. وينعقد أسبوعيا سوقان خارج المدينة وهما سوق الثلاثاء أمام الباب الجنوبي للمدينة وسوق الجمعة أمام الباب الغربي ويجتمع فيهما ألاف الأشخاص من جميع أرجاء الإيالة ، وهذه الأسواق في غاية الطرافة. ولم يعد يباع الرقيق علنا



    ايام زمان Get_img?NrArticle=13361&NrImage=7
    إلا إنه يباع في السر. وفي طرابلس يدفع لشراء سوداء جميلة 120 ريال ويبلغ سعر الشركسية 300 ريال ويزيد ، وأما الفتيان السود فيتراوح سعرهم بين 70 – 90 ريال . وفي العام 1850 بيع 1500 رقيقا بقيمة إجمالية قدرها 300,00 فرنك‘‘.
    ’’ هناك مخفر رئيسي وحراسة جمركية وحراسة للسراي. ويتولى شيخ البلد أعلى دائرة للبلدية ، ورغم أنه لا يتقاضى مرتبا إلا أنه أغنى رجل في طرابلس. ويدعى شيخ البلد الحالي على القرقني ‘‘.
    ’’وتمتلك جميع الأمم الأوربية قنصليات في طرابلس. وأما الجالية الأوربية في طرابلس فـتعيش على التجارة فقط تقريبا. وهناك نزل واحد لاستضافة الأوروبيين‘‘.
    ’’ وأما المواصلات البحرية فإنها بصدد التزايد وتزيد عن 450 مركبا صغيرا سنويا ، مجموع حمولتها حوالي 30,000 طن أي ما يعادل حمولة 12 من بواخر اللويد الألمانية الشمالية. وسلع التصدير الرئيسية هي : الحبوب والزيت والفواكه ( التمر , والبرتقال , والليمون الحامض ) الفلفل الأحمر , المواشي , الصوف , جلود مدبوغة , السمن , العاج , الشمع , ريش النعام , غبار الذهب , الرقيق , شئ من الصمغ العربي , السنا , النيلة , النطرون , الإسفنج , والمصنوعات اليدوية مثل الحصر والسلال والسجاد. وأما سلع الاستيراد فهي قماش الكتان المالطي والمحمودي من انجلترا , والمناديل , والأقمشة الحريرية والمخملية وخردوات ومواد غذائية والقهوة والسكر وصبغيات وخمر وكحوليات والتبغ والكبريت والخشب والمعادن والأسلحة والجلود المصنعة والورق وسلع نورنبرغ , والبورسلان , واللؤلؤ الطبيعي , واللؤلؤ الزجاجي , والمحلي والفضة (في شكل قطع 5 فرنكات وريال ماريا تيريزيا ) والساعات والأثاث‘‘.
    قد تبدو مدينة طرابلس القديمة اليوم مجرد حارة صغيرة. لكنها بأحيائها الخمسة وأسواقها المسقوفة ومساجدها ، كانت توفر سكنا لعشرين ألف نسمة. وكان حي باب البحر منطقة للجاليات المسيحية من طليان ومالطيين ويونانيين ، وبه كانت القنصليات الأجنبية.
    قد تبدو طرابلس في كتابات الرحالة باردة ودون حياة. لكن من يقرأ يوميات حسن الفقيه حسن الذي عاصر أواخر العهد القرمللي ، فإنه سيجد فيها شيئا أشبه بالفقرات التلفزيونية أو سيناريو الأفلام التي تنبض بالحياة بكل مظاهرها. والفقرات التالية مختارات من تلك المدونات بأرقامها كما وردت في الكتاب المحقق. يقول حسن الفقيه حسن:
    ’’ .. أيضا يوم الخميس .. توجه الرايس محمد قره باش من المحروسة طرابلس غرب إلى بنغازي ومعاه الحاج ابراهيم النوفلي من شان قضية أوجلة ؛ لأنه أخبرونا : ناضوا على عيلة الفضيل ..‘‘.
    ’’ قدموا علينا خياله من غريان وأخبروا سـيدنا – دام عزه – بأن عرب غريان هدت على سيدي على باي : سـبـيب وتريس .. بشتكوا من الشيخ ومن الكاتب متاعهم الفقيه بلقاسم . وأما الوطن متهني والسلام‘‘ [[iv]1328].
    ’’ أيضا يوم الخميس رفعوا بـِيان [مهر] ولد حواء العلجية من الحصار [القلعة] –– على بنت سيدي محمد باي قرمانلي بالسانية , ومشوا معاه مخازنية و5 من خدم سيدنا – دام عزه – ولن معاهم طبالة ولا زمزامات ولا غيره ، وذلك لأجل جابوا خبر مسعود بن عامر ونسيبته مسعودة شرتع اللي توفوا في بـر الحجاز‘‘ [1374].
    ’’ اجتمعوا القناصل .. بحوش القنصل الفرنساوي وعملوا ديوان من أجل المراكب التي جاءت من سكندرية ؛ واخبروا أن في مصر ونواحيها وسكندرية مرض كثير. واتفقوا على تطريد المركب , وبعده توجهوا إلى سيدنا جملة إلى الحصار وتكلموا معاه .. وبيتوا [قرروا] : على انه يبغوا يطردوهم على يد سيدنا‘‘ [1375].
    ’’ يوم الاثنين قدم علينا رقاص من فزان وأخبرنا : بأن فزان ملكوها أولاد سليمان الذين مع الشيخ عبد الجليل .. ‘‘ [1379] .
    ’’ أيضا يوم الأربعاء قدموا علينا جوز خياله من سيدي على باي وبيدهم جوابات وأخبروا بأنهم وقعت عندهم عركة وصار الموت من مصراته والساحـل وزليطن وغيره من العربان .. ويبغى الباي بارود .. ويبغى الناس طبجية .. وربنا يصلح الأحوال‘‘ [1416].
    ’’سافر الرايس محمود ولد قميرة من محروسة طرابلس غرب إلى بنغازي , وأرسلنا معاه عدة أوراق إلى سيدي الباي خليل وإلى أخينا الحاج محمد بيت المال وغيره , وأرسلنا مع الرايس المذكور عباءة وزنبيل فلفل من عند بن شوشان إلى بوشناف بن دخيل , وأيضا مع المذكور ثلاثة حوالي [جرود] .. إلى حوش الرايس عمر يبغوهم للبيع : أما حولي الكشنيلية يبغوا بحقه صابون , والآخرين سعر 3 ½ يبغوا بيهم سمن , والحوالي المذكورين أرسلناهم إلى الحاج حسن الكعامي وكتبنا جواب إليه في تسليم الدراهم التي لنا إلى عبد الرحيم‘‘ [1452].
    ’’ يوم الجمعة عيّـدْنا العيد الكبيرة , وتوجهنا نحن وجماعة البلاد مع سيدي الحاج أحمد بن لطيف شيخ البلاد إلى سيدنا – دام عزه – وعيّدنا عليه .. ورحنا إحنا والشيخ ورفع الجماعة إلى حوشه وحط لهم حلاوات وقهوة وشربات , وبعدها توجهنا معاه إلى حوش سي محمد الدغيس وإلى مصطفى قرجي رايس المرسى والسلام‘‘ [1509].
    ’’ يوم الأحد أرسلت لنا للا مريومه حريم سيدنا – دام عزه – وذلك مع روزا الذمية تقول : للا تسلم عليك وقالت لك : فاطمة الخادم التي سابقا هاربة ، [موجودة] عندها .. [إن] كان معتوقة أعطيها عتقها وإن كان هي مملوكة نعطيك ثمنها ؛ فقلنا لها: هي معتوقة لرب العالمين . وبعد ذلك عطينا عتقها بيد شيخ البلاد وأرسلتها لها على يد على الوصيف [الخادم الزنجي] [1515].
    ’’يوم السبت ... وبحساب الروم في 28 من مايو سنة 1831 وقعت فيشطة متاع الراي [ملك] الانقليــز عند القنصل الانقليز وعمل بدكان جانبوبه الرومي المالطي ثلاثة بتاتي شراب وتينده قدام الدكان , والبنديرة الانقليزية فوق الدكان , ونبه القنصل المذكور على جميع النصارى السدتو متاعه : كل واحد يأخذ بوتيلية شراب , والذي عنده فاميليه يأخذ على عددهم. وتوجهوا إلى القنصل جميع القناصل الذين بطرابلس غرب , وكذلك فيه ناس مسلمين توجهوا إليه وباركوا له وفرح بهم غاية الأفراح والسرور هو وإبنه فادريك وأرسل إلى سيدنا – دام عزه – وطلب منه أربعة مدافع من متاع المحلات لأجل يضربوهم , فعطاه سيدنا أربع مدافع بكراريصهم جابوهم إلى البحر قدام الكشك ، جابوهم طبجية القاجيجي وطلقوهم وروحوا بيهم والسلام‘‘ [1308].
    ’’أيضا يوم الأحد ... قبل العصر , توجه محبنا سيدي الحاج محمد بيت المال من محروسة طرابلس غرب الى بنغازي في سكونة [مركب] قبطان مراد رايس , وأرسلنا مع محبنا الحاج محمد بيت المال جوزين دبالج فجرة الى محبنا الحاج حسن لكعامي .. وأعطينا ناولون قمح وشعير .. هذا تمام أمانته – وربنا يحمله بسلامة – بتاريخ أعلاه‘‘ [1355].
    ’’ وقع عند للا الجهانية مرض كثير – وهي لها أيام وهي مريضة – وحولوها من الحصار [ القـلعة ] وهي مريضة , وعيطوا عليها ليلة السبت المذكور وبعده فاقت. ويوم السبت المذكور في ساعتين ونصف من الاثنى عشر ساعة بعد الطناش توفت وسارت الى عفوالله – رحمة الله عليها وعلى جميع المسلمين – توفت بسانية سيدنا – دام عزة –والحرامات معاها كلهم. ودفنت يوم السبت المذكور أعلاه عن العصر في سيدي الشيخ الشعاب .. محاذية قبة للا حويوة , وعتقوا عليها عبيد وخدم .. ومشت مخازنية معاها وأهل البلاد , ومشينا الى سيدنا .. ومشينا مع الجنازة وروحنا قبل المغرب بنصف ساعة‘‘.
    ’’ ليلة الجمعة 14 ربيع أول 1246 هـ ، تغيرت القمر نحو ساعتين وبعده انجلت‘‘ [1180].
    ’’يوم الثلاث عند العصر انزاد فيه وليد الى سيدي إبراهيم باي قرمانلي – يكون بالبركه عليه‘‘ [1238].
    ’’ بعثنا مع الرايس عبد الله حفيض من محروسة طرابلس غرب الى بنغازي الى سيدي الباي خليل وغيره : عشرة خوابي زيت , وكذلك برسيل تمر للباي من عند بن رمضان هدية .. وجوز صناديق متاع منصور عبيدة‘‘ [1251][v]
    تـجــــارة الصحراء
    لعدة قرون لعب الليبيون دورا هاما في حركة التجارة العابرة للصحراء. وكان حيّ الغدامسية أكثر الأحياء ازدهارًا ، في تمبكتو عاصمة تجارة الذهب في العصور الوسطي.
    كانت أهم السلع التي قامت عليها تجارة الصحراء، جلب الرقيق والذهب الى الشمال، ونقل الملح الى الجنوب أو بلاد السودان (حاليا السودان وتشاد). وكانت القوافل تعود الى الشمال بالعاج وريش النعام. وكان الملح سـلعة هامة تصدرها ليبيا الى بلاد السودان، وفي العصور الأولى كان يبادل بوزنه ذهبا أحيانا.
    كما كانت هناك مبادلات أقل حجما وربحا، مثل الصوف والقطران والأغنام والجلود من برقة، وتمور أوجلة ، ولوز الجبل الأخضر، والتمور الفزانية. ومن سرت الشبّ المستعمل في دبغ الجلود وتثبيت الأصباغ والأدوية. وعبر طرابلس كانت تصدر الى الجنوب مصنوعات مدينة البندقية في إيطاليا ، مثل آنية الزجاج والنحاس والأسلحة. وعبر ليبيا كانت تصدر المنسوجات المصرية.
    ولفترة طويلة ظل الجنوب الليبي أو فزان خاضعا لنفوذ مملكة كانم السودانية المسلمة ، التي امتد نفوذها حتى ودان شمالا. وكانت دوافع الهيمنة السودانية ، هي السيطرة على الملاّحات الصحراوية، وتأمين طرق القوافل خاصة مع غرب أفريقيا مصدر الذهب آنذاك. وجاءت بداية تحرر فزان على يد أسرة أولاد محمد المغربية الأصل ، الذين أسسوا عاصمتهم في مرزق واستمرت دولتهم إلى عام 1811، حين قتل آخر سلاطينها من قبل المكـني ، قائمقام يوسف باشا القرمللي حاكم طرابلس. وفيما بعد، في الفترة من 1831 الى 1841 قاد عبد الجليل سيف النصر، زعيم قبيلة أولاد سليمان، حركة تمرد ضد الأتراك[2].
    في العصور الوسطى كان ثراء غانا أسطوريا، وقيل أن أميرها كان يملك قطعة من الذهب وزنها ثلاثين رطلا يربط اليها حصانه. وكانت غانا بوابة لعدة إمارات مجاورة أو ’بلاد الذهب‘ التي شملت أجزاء من السنغال ومالي وموريتانيا. لكن القصة التي ألهبت الخيال، كانت ولا شك رحلة ملك مالي منسا موسي الى الحج ومروره بالقاهرة، وكان معه مائة حمل من التبر وزن كل حمل ثلاثة قناطير.




    ايام زمان Get_img?NrArticle=13361&NrImage=8
    تجـارة الرقـيق
    يقدّر الباحثون أن قرابة 2500 عبد كانوا يصلون مرزق سنويا ، إبان حقبة الرقيق. ولدينا شهادات حديثة نسبيا عن أسواق النخاسة هناك ، سجلها الرحالة أمثال جون ليون[vi] سنة 1818، وجيمس ريتشاردسون[vii] عام 1845. لكن تأسيس الخطوط البحرية بين أوروبا وسواحل غرب أفريقيا أدى الى تحول تجارة الرقيق بعيدا عن الصحراء ، خاصة مع ازدياد الطلب عليهم في جزر الكاريبي وجنوب الولايات المتحدة للعمل في مزارع القطن وقصب السكر.
    ومع نهاية القرن 18 فقدت فزان كثيرا من أهميتها كممر تجاري ، بالنظر الى نضوب تجارتها مع غرب أفريقيا. وتراجعت قوة وثروة مرزق[viii] وغات وغدامس، التي كان المثل الشائع فيها ’’ دواء الجرب القطران، ودوا الفقر السودان‘‘. وهكذا هُجرت واحات وخربت أخرى واختـفت تجمعات سكانية.
    ثم جاءت قوانين تحريم الرق الدولية (سنة 1833). ومع ذلك استمر تهريب الرقيق الى السواحل الليبية حتى بدايات القرن العشرين. وانتقلت تجارة الصحراء ، دون ذهب ولا رقيق ، الى أيدي سكان أوجلة مع الشرق ومصر، وإلى تجار سوكنة. كما انتعشت الكفرة ، ربما بحكم موقعها في شبكة زوايا الطريقة السنوسية.
    كان الرقيق يجلب من مناطق " برنو " , " تباو " , " باغرمي " , " تيغري " , " كانو " و" واداي " وغيرها في مناطق الصحراء جنوبي ليبيا ، أو ما كان يعرف بالسودان الشرقي والغربي .. أو الآن السودان ، وتشاد والنيجر ، وكانوا يعرفون بأسماء مناطقهم مثل الباغرمي واالبقرماوي والبرناوي والواداوي. لكن ليس كل من حمل مثل هذا اللقب ، رقيقا ، بل كان هناك تجار وشيوخ دين من تلك البلدان انتهى بهم المطاف للاستقرار في ليبيا. وقد اشتهر في طرابلس العديد من تجار الرقيق مثل أبوحميره والشيباني وبانون والشريف والمدني وبن عصمان الأناضولي ومانع الغدامسي .
    وكان سعر الرقيق يقيـّم بإحدى العملات المتداولة أو مقايضة بقيمة جملة من السلع، ففي عام 1761 م نجد أن قيمة الأمـَة السودانية أحد عشر ماية ريال أو مائة غراف زيت ، أو جملا وثلث. وكانت قيمة الرقيق تمثل نسبة 50 % أو أكثر من القيمة النقدية للقافلة. وفي عام 1852م ، بلغ متوسط سعر العبد أو الأمَة الخاليين من الأمراض و العيوب في أسواق طرابلس ما بين الستين و المائة والعشرين محبوبا للذكر ، بينما كان سعر الأمـَـة 85 محبوبا.
    كانت رحلة الرقيق عبر الصحراء تجربة بائسة ومحزنة ، كما كانت نسبة الوفيات بينهم عالية بسبب ما يلاقونه من مشاق الطريق أو تعرض قوافلهم للغارات. والأكيد أن التجار كانوا يعاملون العبيد معاملة سيئة , بضربهم و تعريتهم , و تجويعهم لغرض التقليل من مصاريف الرحلة. حتى يصلوا إلى مراكز البيع والراحة في فزان , و غات , و غدامس .. و قد أكد مدير غدامس مثلا في رسالة ( مؤرخة في 17 ديسمبر 1850) بعث بها الى باشا طرابلس أحمد عزات باشا ، يخبره فيها بأنه نبـّه " على جميع التجار الذين يجلبون العبيد من القبلة إلى طرابلس أو إلى بنغازي أو الى سائر المحلات .. يلزم أن يكون لهم ترتيب في كيفية الركوب على الإبل , وتوفير ما يلزمهم من الأكل والشرب وعدم التعرية ".
    وعند وصول القافلة الى طرابلس ، يعرض العبيد في السوق ويقوم سماسرة بالمنداة على الأمة أو العبد ذاكرًا أوصافهما , مؤكدا خلوهما من الأمراض و العيوب. وفي مايو 1848 وصلت إلى طرابلس قافلة من فزان تحمل 500 عبدا.
    وكانت تجارة الرقيق تدرّ على الإيـالة دخلا سنويا كبيرا. هناك رسوم المرور التي تدفعها القوافل التجارية وقوافل الرقيق في كافة المناطق التي تحل بها مثل مرزق , وغات , وغدامس. وعند وصول القافلة إلى طرابلس تدفع عن الرقيق جمرك لباب المنشية قيمته 9 محابيب عن كل عبد , ثم ثلاثة محابيب لجمرك باب البحر عن العبيد المصدرين من ميناء طرابلس. وفي سنة 1864 كان ريع الإيالة 57304 محبوب. ويسجل حسن الفقيه في يوميته لشهر أبريل 1830م أن لسوق العبيد لـِزمة خاصة به , وأن للملتزم ريال دورو من المشترى عن كل رأس عبد يباع. وفي وثيقة تعود إلى سنة 1842 ، يشكو فيها مقدموها من بعض تجار الرقيق بطرابلس الى الوالي محمد أمين باشا ، من الضريبة المقررة على العبيد، ويقولون : ’’ .. و نحن أناس على باب الله المطلوب من حضرتكم السنية أن تعملوا معنا شيئا يناسب في ذلك لأننا فقراء و من خدام الدولة‘‘.
    ولم تخلو تجارة الرقيق من مشاكل. فقد يشترط المشتري على البائع ألا يدفع الثمن كاملا حتى يتأكد من خلو العبد أو الأمَة من الأمراض, أو حتى تـتـم تجربة العبد أو الأمة لمدة معينة. ومن المشاكل أيضا عدم بقاء الرقيق لدى مالكه الجديد. وفي وثيقة تعود إلى تلك الفترة نقرأ شكوى أحد المشترين: ’’.. وفي الثالث يوم هربت و أتيتك و أنت في سوق الثلاث بمحضر جماعة و قلت لك أمَـتــُـك هربت ، فقلت لي لقيتها بقرب زاوية الشيخ الماعزي وعندها دبلجها الذي كانت متحلية بها وقت البيع‘‘.
    في تلك الفترة كانت حياة الرقيق بين أسيادهم على درجة طيبة من التسامح وحسن الرعاية. وكان العبيد يعيشون فرادى أو جماعات في زرائب أو مع أسيادهم. وكانوا يعملون في الزراعة والرعي والصناعة. بينما تستخدم الأمة في الأعمال المنزلية كالغسيل والتنظيف والرحى والطهي.
    وكان إقتناء الإماء في البيوت ظاهرة اجتماعية شائعة حتى أنه أصبح في الغالب لا يعقد نكاح إلا ويكون أحد شروطه أمة أو اثـنـتين للعروس. ففي عقد قران حسن بك بن محمد آغا ترجمان كرسي إيالة طرابلس كان الصداق المعجل ’’ .. زوج أردية حرير بالبوشية و زوج أردية حرير صادة و زوج كرادي و زوج مراقيم ومرآيات ، وأمة من رقيق السودان‘‘.
    وكانت هناك أعراف تنظم علاقة الرقيق بسيده. فإذا اقترف العبد جرما ما , كالسرقة أو القتل أو غيرها من الأفعال التي يعاقب عليها القانون صار سيده مطالبا. و للسيد الحق في تزويج أمته لمن شاء و في الغالب يزوجها لعبد يملكه. وللسيد حق التمتع بأمته والتسري بها , و إذا ما أنجبت له أصبحت أم ولده , ويكون من حقها شرعًا وعرفـًا أن تعتق. وفي إحدى الوثائق القديمة نقرأ أن فلان ’’.. بمحروسة طرابلس غرب أعتق أمته الجنزية ( كذا ) المسمات مسعودة .. أفناوية البلد من رقيق السودان طويلة القامة حالكة السواد ، وألحقها بأحرار المسلمين فيما لهم وعليهم بحيث لا يكون لأحد عليها سبيل ... رجاء أن يعـتـق بكل عضو منها عضو منه من النار‘‘. وقد يتبرع أهل البر والإحسان بمبالغ من المال كصدقات لغرض تحرير الرقيق. كما يعتق العبيد صدقة على ميت. وقد يوصي أحدهم بعتق عبده بعد وفاة المالك، على أن يقوم العبد بخدمة سيده أثناء شيخوخته أو طيلة فترة مرضه حتى مماته.
    صـناعات طرابلس
    في سنة 1818 سجّـل الرحالة جون ليون أنه ’’ يوجد بالمدينة حوانيت كثيرة ، كما توجد شوارع مسقوفة رصت على جانبيها بعض المحال الصغيرة. وهناك يقف المزايدون يبيعون العبيد والسلع .. ويعقد كل أسبوع سوقان كبيران ، أحدهما يوم الثلاثاء في مكان رملي خلف طرابلس، والآخر يوم الجمعة على بعد أربعة أميال من المدينة في حدائق المنشية‘‘.
    شملت أسواق طرابلس في القرن الثامن عشر أسواق الخضرة وسوق القزدارة وسوق الصياغة، وأسواق البقالين والسراجة والسبابطية والحدادة ، وسوق الرباع وسوق الترك وسوق الحطب وسوق الرقريق وسوق الفنيدقة وسوق الخبز. وكان هناك سوق الجمعة و سوق الثلاثاء كأسواق عامة ليوم واحد في الأسبوع.
    وكانت المنسوجات أهم صناعات طرابلس ، فالجرد أو الحولي المصنوع من صوف الأغنام ، كان لباس الرجل الليبي. واشتهرت منطقة الجبل الغربي بصناعة الجرود الرجالية رفيعة الجودة. ولذلك كان الصوف سلعة هامة ، تجمع في موسم جز الأغنام بمكان يعرف برحبة الصوف ، ويباع بمقادير تسمي جزات وشلوفات وعرائر.
    وكان الرّدا (جمعها ردية) لباس النساء. وعرفت طرابلس حرفيين مهرة في صناعتها. وأصبح لا يعقد عقد زواج إلا و يشمل المهر عدد من أنواع هذه الأردية ، مثلا رداءان اثنان حرير و مرقوم ، ردا حب رمان ، ردا جناح مقنين. وكانت بعض النسوة يقمن بنسج الردية في بيوتهن .
    وهيمن الصاغة اليهود على صياغة الذهب والفضة في طرابلس. وتحفل سجلات محكمة طرابلس بقضايا تلقى الضوء على علاقات الصاغة ومشاكل تلك الصناعة. ففي دعوى سنة 1847 ، تقول المدعية بأنها .. "وضعت نصف رطل فضه لدى الذمي نسيم شحيمة .. على أن يصغ لها شعرية بثلاث أواق وعنابر بثلاث أواق وحجابات بوقيتان ومات قبل أن يصوغ لها ذلك. وهي الآن تطلب خلاصها من خَـلَـف الهالك المدعى عليه . . ‘‘ وطالبت مدعية أخرى المدعى عليه ’’ بأربعمائة قرش وخمسون قرشا دفعت للمدعى عليه الذمي طيون بن هارون ليصيغ لها زوج دبالج و زوج خراص فضة نقية و الى الآن لم يضع لها ذلك‘‘. وكان كافة ما يصنعه الصاغة من حلى ذهبية وفضية يعرض على أمين الصياغة لمراقبته من حيث جودة الصنع و العيار , و يضع ختمه على ذلك ثم يمنح ورقة تفيد الوزن و العيار.
    وفي سنة 1851 م تم تقنين أسعار الخبز بحيث أصبح الخبز المحور يزن 320 جراما تقريبا , وخبز السميد يزن 448 جراما تقريبا وخبز الدقيق يزن 480 جراما تقريبا ، كل بسعر عشر بارات. كما وضعت قيم للمكاييل والأوزان.

    الجدول الرسمي للأوزان والمكاييل
    المستعملة إبان العصر التركي

    كيل المنسوجات


    الهندازة ( 68 سم) ، والذراع العربي ( 49 سم).

    كيل الأراضي


    الذراع الملكي ( 50 سم) والحبل ( 70 ذراع ملكي أو 35 مترا)

    مساحة الأراضي

    تقاس بالجابية ( 1225 مترا مربعا) ، والجدولة حوالي 12 مترا مربعا.

    كيل الحبوب

    كيل الحبوب وهي المرطه ( 20 حوالي ليتر) والويبـّة وتساوي 14 مرطه.

    كيل السوائل

    الغراف ( 2 لتر وثلث) والجرة (حوالي6 غراريف أو 14 لتر.

    أوزان السوق العادي

    الوقـّه (كيلو وثلث) والقنطار(40 وقة ).

    أوزان العطارة

    وحدتها الوقية ( حوالي32 غرام)، والدرهم عشر أوقية أو 3.2 غرامات.

    أوزان ريش النعام والصوف المغزول

    وحدتها الرطل ويساوي نصف كيلو ، وينقسم إلى 16 وقية.

    أوزان الفضة والحرير

    وتكون بالوقية ( حوالي 30 غرام ، والدرهم ويساوي عشر الوقية.

    أوزان الذهب

    وتكون بالمثقال (4.6 غرام) والخروبة وهي 1/16 من الدرهم (خمس غرام).


    وعرفت طرابلس حركة تجارية نشطة مع الخارج. ومن اهم السلع المصدرة الى تونس : الشعير والمصنوعات الحريرية والنطرون والعبيد والفلفل والحلي. وكانت طرابلس تستورد القطران من سوسة أما البضائع المستوردة من مصر فشملت الأقمشة والأرز والفول والقطن والسيوف والطواقي والكركب. ومن تركيا كان تجار طرابلس يستوردون اللفة والجاوي والحرير والقرنفل والنشادر والخشب والدخان. وقد اشتهر العديد من التجار الأوروبيين في أسواق طرابلس نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر التاجر المالطي زوزابي فتيين والتاجر السرديني سيتسيوبي انتوبي , والتاجر الانجليزي هلول، والنابولي سنسيتو و التوسكاني جاكمو كربلا. وكان أهم ما يصدر من طرابلس إلى أوروبا الشعير والتمر والزعفران والجلود والزيت.
    وما من شك أن استقرار الأسواق مرهون باستقرار العملة وقوتها الشرائية. وفي تنبيه عن العملة أصدره الوالي محمد رائف باشا في 1836 م ، حذر فيه من يخالف هذا التنبيه بأقصى العقوبة : ’’ الحمد لله هذه صورة تنبيه على السكة نصها هاذا ( كذا ) تنبيه وتوضيح ليعلمه الخاص و العام في مصارفة السكة متاع طرابلس وغير طرابلس فالأول منها بارة ببارة نحاس وثانيها أي قرش طرابلس متاع يوسف باشا صرفه بماية بارة نحاس أو فضة وريال نجيب باشا متاع قرش وربع بماية‘‘.




    ايام زمان Get_img?NrArticle=13361&NrImage=9
    متى تصبح المدينة قديمة ؟
    حتى المدن تفقد وظيفتها .. لها عمر افتراضي ، ويبدو أن مدينة طرابلس ضاقت بسكانها ، الذين انتقل الكثير منهم إلى المناطق المحيطة: شارع الزاوية وميزران والظهرة والمنشية وزاوية الدهماني .. ، بعضهم بحثا عن سكن فسيح ، وبعضهم اضطرارا لرخص الأرض. ونلمح الإحساس بأزمة المدينة في رسالة من إمامي محلتين إلى الوالي العثماني ، محررة في 19 مايو سنة 1906.
    ’’لحضرة عالي مقام حامي الولاية[ix]
    ما يعرضه عبيدكم
    يوجد داخل بلدة طرابلس الغرب ست محلات منها الحارة الكبيرة و الحارة الصغيرة خاصة باليهود و محل سكناهم . محلة باب البحر منذ القديم يسكنها المسلمون و الأجانب ، ومحلات البلدية و كوشة الصفار و حومة غريان يختص بسكناها المسلمون. إلا انه لما أنشئت مباني كثيرة خارج المدينة رغب بعض المسلمين في الانتقال إليها وأجروا المساكن التي كانوا يملكونها داخل المدينة لليهود والأجانب فزاد بذلك عددهم. ولما اخبرنا الولاة السابقين العظام بان ذلك سبب إلى بقاء المساجد و الجوامع في حالة خلو و تعطل أصدروا أو أمرهم السامية بأنه حتى لا يسكن في المحلة شخصا غير مرغوب فيه يكون تأجير المساكن مربوط بعقود تحرر من قبل أئمة المحلات. إلا ذلك لم ينفذ و أخذ الأهالي في تأجير أملاكهم بلا عقود ويبيعون دون أن يرجعوا أحدا. إن محلتي البلدية و كوشة الصفار متصلتان ببعضهما و تحتويان على 21 مسجدا و 700 مسكنا .
    و كما إن كل مسلم غيور على دينه فالله أيضا غيور. إننا نقدم هذه طالبين إجراء الأعمال الصالحة على يديكم وذلك بمنع بيع أملاك المحلتين المذكورتين لليهود والأجانب.
    إمام محلة البلدية ( الختم غير مقروء ) ,
    إمام محلة كوشة الصفار: محمد بن موسى‘‘
    _______
    * للوصول إلى كافة الحلقات ومقالات وكتب اخرى للدكتور محمد المفتي اضغط هنـــــــــــــــــــــا

    [1] ص 7 إلى ص 20 من كتاب "من طرابلس إلى فزان": مذكرات الرحالة الإنجليزي جون ليون ، ترجمة مصطفى جودة ، الدار العربية للكتاب ، طرابلس-تونس ، 1976.
    [2] انظر كتاب ’ ثورة عبد الجليل سيف النصر ضد الحكم العثماني‘ تأليف د. محمد امحمد الطوير، مطابع الوحدة العربية ، الزاوية، 2003. والكتاب معزز بوثائق هامة.
    _____
    [i] ص78 إلى ص 87 من كتاب: رحلة من طرابلس إلى الإسكندرية ، تقارير الرحالة الألماني غيرهارد رولفس عن رحلته سنة 1869 ، ترجمة د عماد الدين غانم ، مركز الجهاد للدراسات التاريخية ، 2002
    [ii] ص 146 وص 261 من كتاب اليوميات الليبية ، تحقيق الأسطى وجحيدر ، مطبوعات مركز جهاد الليبيين ، 1984.
    [iii] ص404-408 من كتاب "رحلتـان عبر ليبيا" مكتبة الفرجاني ، 1974. والـفـقـرة مأخوذة من رحلة ورسائل آلكسندر ليـنج ، التي تشغل الصفحات من 169-436 من ذلك الكتاب.
    [iv] الأرقام تشير إلى ترقيم المحقق ليوميات الفقيه حسن.
    [v] بتصرف من كتاب اليوميات الليبية 1551-1832 ، لحسن الفقيه حسن ، تحقيق محمد الأسطى وعمار جحيدر ، مطبوعات مركز الجهاد للدراسات التاريخية ، 1984 . الأرقام المحاذية للفقرات هي أرقام المدونات كما صنفها محررا الكتاب.
    [vi] من طرابلس الى فزان : مذكرات الرحالة الانجليزي جون فرانسيس ليون، ترجمة مصطفى جودة، الدار العربية للكتاب، 1976.
    [vii] ترحال في الصحراء، بقلم جيمس ريتشارسون، ترجمة د. الهادي بولقمة، منشورات جامعة قاريونس، 1993.
    [viii] انظر فصل تطور مرزق التاريخي، للدكتور الهادي بولقمة ، من كتاب ’مرزق: التحضر والقاعدة الاقتصادية‘ ، تحرير د. منصور البابور، منشورات جامعة قاريونس، 1995.
    [ix] ص 188-189 من كتاب ثائق تاريخ ليبيا الحديث: الوثائق العثمانية 1881 – 1911 ، ترجمة عبد السلام أدهم و مراجعة د أحمد صدقي الدجاني ، منشورات جامعة بنغازي ، 1974.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:17 pm