موسى الصدر يثأر من ليبيا في قمتها
من سيمثل الجمهورية اللبنانية في القمة العربية المزمع عقدها في ليبيا في السابع والعشرين من آذار المقبل، بخاصة وان طرابلس الغرب متهمة بنظر القضاﺀ اللبناني بشخص زعيمها معمر القذافي؟ . فبعد ان أصدر قاضي التحقيق العدلي سميح الحاج في العام 2008 قرارا طاول مع القذافي، 6 ليبيين آخرين، لاتهامهم بالاشتراك في عملية اختطاف السيد موسى الصدر ورفيقيه في العام 1978، وأيضا بتهمة "الحث على الاقتتال الطائفي"، التي تصل عقوبتها إلى الإعــدام. وطلب بتوقيف القذافي والمتهمين الستة الآخرين. حتى الساعة يبدو الموقف اللبناني، ان من ناحية المشاركة او التمثيل ضبابياً علماً بأن القرار الاول والاخــيــر فــي هــذا الشأن يعود بالدرجة الاولى الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وفـــي الــوقــت الـــذي يقصد الامين العام للجامعة العربية عــمــرو مــوســى مــن وراﺀ زيــارتــه لبيروت ولقائه مع المسؤولين اللبنانيين من بينهم رئيس مجلس الــنــواب نبيه بــري الى الاطــلاع عن كثب على مستوى المشاركة اللبنانية في القمة وتقديم ملاحظات بيروت الى القيادة الليبية ترتفع وتيرة الاصـــوات المعارضة لمشاركة لبنان في القمة.
تقود الاطراف الشيعية الثلاثة، ممثلة بالمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، حركة امل وحزب الله حملة المقاطعة. فمن جهته يرفض المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بنائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان "مشاركة لبنان في أعمال القمة العربية في ليبيا"، ويؤكد مقربون منه ان الاخير سيجري فــي الايـــام المقبلة سلسلة من الاتصالات التي تودي في النهاية الى اتخاذ موقف لبناني يتبنى الــمــقــاطــعــة "، فــي ضــوﺀ ان هذه الدعوة ايضاً تلقى اجماعاً شيعياً على مختلف الاصعد، وشبه اجماع وطني عليها نظرأ لمكانة الامام الــصــدر. وانطلاقاً من هنا يؤكد الشيخ قبلان امام زواره منذ فترة على ضرورة الخروج بموقف لبناني لا يقبل الشك يساند قضية الإمام موسى الــصــدر، وذلــك لإعطائها الدعم السياسي إلى جانب الدور القضائي". هذا وقد رمى المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الكرة فــي ملعب رئــيــس الجمهورية لاتخاذ القرار.
اما الرئيس بري، فقد اعلن من قصر بعبدا منذ اكثر من شهر انه شخصياً يفضل مقاطعة القمة، وعلى هذا الاساس يتحرك قيادة الحركة، نوابها ووزراؤها لتحقيق هذا الهدف. ومع ان بعض الاطراف المؤيدة لضرورة حضور لبنان القمة ولو على مستوى القائم بالاعمال اللبناني في طرابلس الغرب، إلا ان مشاركة وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي إن في الاجتماعات التحضيرية أو في الاجتماعات الاخــرى، من سابع المستحيلات حسب مــا اكــدتــه مــصــادر مقربة من الوزير، واضافت "من المؤكد ان الوزير الشامي لن يحضر مثل هذه الاجتماعات ولن يقبل حضور القمة، فهذا اقل واجب يمكن ان يقدمه للامام الصدر". هذا ويشير عضو هيئة الرئاسة في حركة امل محمد نصرالله الى "ان الحركة دعــت بشكل علني لمقاطعة القمة وبالتالي يمكن ان نشعر بالالم والحزن اذا ما اقدم اي مسؤول لبناني على حضورها، فمن حيث المبدأ الدولة التي تحترم ذاتها لا تقبل ان يترأس شخص متهم بخطف احــد مواطنيها وصــدرت بحقه احكام قضائية قمة عربية، وتكون المشاركة اذا طعنا بالقضاﺀ اللبناني". ويؤكد نصرالله" ان لبنان اذا قاطع يكون قد قام بواجبه فيما قرار المشاركة يحتاج الى نقاش وعندها يبنى على الشيﺀ مقتضاه". ويضيف "ابدينا رأينا وننتظر ان يبت الــقــرار فــي المؤسسات الدستورية، وبالنسبة الينا حتى مشاركة القائم بالاعمال اللبناني تعني الرضوخ امام النظام الليبي". ويــوضــح نصرالله "نــراهــن على نخوة رئيس الجمهورية في اتخاذ الموقف الصحيح". وعــن دعــوة البعض الــى ضــرورة فصل ملف القضية عن المشاركة في القمة يرى القيادي في الحركة "ان ذلك ناتج عن انفصام في الشخصية لدى" هؤلاﺀ. امــا في موقف التيار الوطني الحر، فيعتبر عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب حكمت ديب لـ " صدى البلد- "وخلافاً لرأي زميله الــنــائــب يــوســف خليل المؤيد لمشاركة لبنان فــي قمة ليبيا تحت عنوان ضرورة فصل الملفين عن بعضهما-" ان هناك رمزية للسيد موسى الصدر وتاريخا حافلا بالتقريب بين اللبنانيين، ولهذا يشدد ديب على انه "لن اكون مع الاجنبي وحتى لو كان يمثل دولة عربية هي ليبيا على حساب قضية الامام الصدر". ويتمايز ديب عن زميله فــي الــدعــوة الــى مقاطعة القمة اقله لتوضيح المسألة ونقل رســائــل اعتراضية الــى القيادة الليبية بضرورة توضيح موقفها من القضية بخاصة وان هناك حكما قضائيا لبنانيا فــي حق القذافي يجب تنفيذه "، رافضاً